بقلم / أحمد وهبي حسين
إن التفاعل يعني كثيراً من عناصر التكون والتشكل ونموذج الهيئة المتكاملة للمجتمعات ، كما يعني المركب اﻷعلى للمجتمع في شكله التطوري بما يحافظ على وجوده ككيان متميز عن الكيانات اﻷخرى الشبيهة.
وﻻ شك في أن من أهم العناصر المقصوده هنا العلاقات التي تعزز بين أفراد المجتمع وجماعاته بما يؤدي إلى ظهور عنصراً آخر ﻻ يقل أهمية وهي النظم التي تعطي العلاقات اﻻجتماعية شكلها البناء كذلك العادات المألوفة واﻷعراف المتشكلة والسياسات واللوائح والقواعد التي لا بد من أفراد المجتمع وجماعاته اﻻلتزام بها ليكون المجتمع ذا اعتبار موحد بين جميع طوائفه.
كما أن التفاعل اﻻجتماعي اﻻلكتروني ﻻ يحدث بأي مستوى كان اﻻ بما يناسبه من تقنيات اﻻتصاﻻت اﻵلية والتي هي بدورها تتطور من خلال التفاعل نفسه بين أعضاء المجتمع اﻻلكتروني ، حيث أن اﻻتصال اﻻلكتروني في حد ذاته هو نوع من البناء اﻻجتماعي فهو قنوات اتصال تحوي استجابات متبادلة.
ولذلك شهدت السنوات القليلة الماضية كما ستشهد السنوات المقبلة تقدماً كبيراً في تكنولوجيا الحاسبات واﻻتصاﻻت مما أدى لربط الحواسيب ببعضها البعض بشبكة الإنترنت لتبادل المعلومات فيما بينها.
ويقترب هذا الحاسب اﻻلكتروني بالاستفادة من البيولوجيا حيث يقول مصمموه أن اﻻنسان لم يولد مزودا بلوحة مفاتيح للتواصل مع اﻵخرين بل أفواه وآذان وأعين ، وستسمح اللغة باستخدام تلك اﻻجهزة بفعالية أكثر مع سابقاتها.
كما أن البيولوجيا ترتبط بالسلوك اﻻنساني فيما يعرف .. بالبيولوجيا اﻻجتماعية .. وهو مصطلح قد يراه البعض مريبا عنصريا ، مثل ستيفن روز الذي يصر على أن البيولوجيا اﻻجتماعية تتجه إلى اعتبار كل مظاهر الحضارة ترتبط بالسلوك البشري كما قد وضعت شفرتها سلفا في الجينات ، وقد تم تشكيلها إبان عملية اﻻنتخاب الطبيعي ، واستطرد روز قائﻻ أن البيولوجيا هي تفسير تبسيطي حتمي بيولوجي للوجود البشري وأن هذه الحتمية نابعة من عمليات الجينات.
ومع اﻻعتراف العلمي بأن البيولوجيا وحدها ﻻ تفسر الحضارة اﻻنسانية إﻻ انه مع تطور دراسة الجينات البشرية والنتائج التي أذاعها مشروع الجينوم البشري فهناك الحاجة إلى دراسة أكثر للتأثير البيولوجي على مسار الحضارة اﻻنسانية.
لذلك ذهب اﻻستاذ الدكتور عبدالحليم رضا عبدالعال إلى النظرة التفكيرية للجانب البيولوجي للإنسان مع التأكيد المتزايد ﻷهمية الثقافة والجانب اﻻجتماعي المكتسب من جانب اﻻنسان ، إذ يجب أن تتعمق هذه النظرة أكثر خاصة في الجانب البيولوجي في آفاق لم تكن مسبوقة من قبل نتيجة للتقدم الذي أحرز في مجال التكنولوجيا الحيوية مع النظر إلى الموقف الحالي في تكامل الجانبين البيولوجي واﻻجتماعي.
ومع العﻻقة بين البيولوجيا والمعلوماتية من المتوقع أن يتم زراعة شرائح سيليكونية في الجسم البشري ، مما يؤدي إلى نشوء تكنولوجيا تمزج بين أعضاء عضوية وأخرى صناعية الكترونية تقوم بوظائف اﻻعضاء الحيوية الطبيعية نفسها كأن يزود ضعيف الذاكرة بذاكرة إضافية غير عضوية ، ويمضي الخيال بديفيز أن الحاسبات بدورها ستزود بمواد عضوية بدﻻ من أشباه التوصيلات مما سيجعل التمييز بين الحي وغير الحي والطبيعي والصناعي أكثر غموضا.
هكذا تتضارب التخصصات العلمية في نطاق اخﻻقي وبتمويل اقتصادي مثمر في ظل مناخ سياسي متسامح يشجع التقدم العلمي ويوفر الظروف الملائمة لﻻستثمار الذي يتيح اﻻستخدام السريع للاكتشافات العلمية.